من خلال فترة التوقف التي مررت بها شاهدت العجب العجاب من مواقف يندى لها الجبين
من مذلة وخضوع وخنوع من أجل شيء واحد هو النجاح وكأن الإسلام لم يأت ليعزنا .
ألهذه الدرجة وصلنا إذا أردت أن تنجح يجب أن تذل نفسك لدكتور أو لمعلم أو لغيره .
إخوتي الإسلام أتى من أجل أن يعزنا ونحن بتصرفاتنا نشوّه صورة الإسلام في نظر هذا الدكتور
الذي أتى من أجل لقمة عيشه ولا يعرف من الإسلام شيئاً وسوف يرجع إلى وطنه وهويحمل صورة
غير جيدة عن الإسلام .
مظاهر الذل ليست في التعليم فقط ولكن أيضاً نراها في جميع مجالات الحياة فلا يجب أن تذل نفسك
لشرطي من أجل مخالفة أو لرئيس من أجل مال أو وظيفة أو غير ذلك .
إن الإسلام عندما يتغلغل في نفوسنا فلن نجد للذلة مكاناً سوف نكون أعزاء بديننا إلا بالذلة التي اختارها الله للمؤمنين , يجب على المرء أن يسأل نفسه دائماً من أعز أهم أم الله الواحد القهار .
عندما يؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المتصرف بالكون أجمع وذلك بكلمة ( كن) , إذا آمن أن الله معه فأي جبار وطاغية يستطيع أن يقف أمامه .
ولنا في قصة سلطان العلماء العز بن عبدالسلام وقفة وعبرة لكي نستفيد منها وذلك عندما كان في زمن الملك
الصالح أيوب حيث أن الملك كان في بهرجه ماراً في أرجاء المدينة وكان الناس يصفقون له ويحتفلون به وكان إذا أراد أحداً أن يناديه يقول له قبل أن ينادي بإسمه الملك الصالح المبجل المعظم أيوب , ولكن سلطان
العلماء العز بن عبدالسلام نادى بأعلى صوته يا أيوب أيوب أيوب والناس كلهم مندهشون , من هذا الذي يجرؤ على قول ذلك ونظر الملك الصالح أيوب إليه وقال له : نعم ماذا تريد فقال سلطان العلماء : أنت في بهرجك والمحلة الفلانية يشرب فيها الخمر وبدأ سلطان العلماء يقول له : اتق الله اتق الله والملك يهدأه ويقول : والله ماأدري ياشيخ والله لم أكن أعلم وبدأ ينادي يارئيس الخدم اذهب وافعل كذا والناس مستغربين من هذا الموقف فتركه العز بن عبدالسلام وذهب إلى بيته وفي الطريق استوقفه أحد طلابه وقال له لماذا فعلت ذلك فرد عليه : يابني تذكرت عظمة الخالق فأصبح عندي كالهر .
سبحان الله ألهذه الدرجة وصلت العزة ونحن الآن في هذا العصر نشوّها بتصرفاتنا , أخي عندما يتغلغل الإيمان في نفسك عندها ستجد العزة .
همسة أخيرة :
من ابتغى العزة من غير الله أذله الله . وشكراً لكم