على مدى عشرون عاما مضت في زمان غير الزمان . على مدى عشرون عاما مضت في مكان غير المكان .على مدى عشرون عاما
مضت برجال غير الرجال . قهرنا الظروف والزمان والمكان . قهرنا الامطار والسيول والوديان .
على مدى عشرون عاما مضت . قهرنا العواصف والزلازل والبركان . على مدى عشرون عاما مضت .
وصقورنا تحلق فوق صحاري وغابات وبلدان . قهرنا السند والهند وايران . قهرنا الصين والمغول واليابان .
قهرنا الكوريين وكل الشرق وارض التركمان . على مدى عشرون عاما مضت وفي زمان غير الزمان .
صمتت ( آســيا ) خضعت وانحنت لصناديد وفرسان .
على مدى عشرون عاما مضت ونحن السيادة والريادة والقيادة في الميدان .
ذهب الزمان واعقبة زمان .. ثم زمان .. وزمان .. وزمان ..
شاخت الصقور وشب الولدان والغلمان . وكان لا بد من ترجل الفرسان . فودعنا منصات العز والفخر بلبنان .
وحصلت القطيعة بين الفارس والحصان . وهوت الصقور من اعالي قمم المجد لبحر الاحزان .
هكذا كان ذاك الزمان الذي هو غير الزمان . ثم طوانا الليل والخمول والنسيان . واصبحنا ملطشة لكل جبان .
ففي كوريا واليابان فقأت لنا العينان . ذهبنا للصين فقطعت لنا اللسان . وخرمت الآذان .
واكمل اهل الخليج . نتف ريش الصقور . وجز الجناحان . هكذا اصبحت السيادة والريادة بمشرفي هذا الزمان .
نحن نذبح وهما يبتسمان .. نحن نسلخ وهما يتضاحكان .
هكذا اصبحت السيادة والريادة عندما سلمت لضب وجربوع يتقافزان .
* * *
ومن وسط بحر الدموع والاحزان .. ومن وسط ظلمات الليل والخوف والاشجان .. ومن تحت ركام اليأس والاحباط والنسيان .
ظهرت كتيبة من النمور والفرسان . المشهود لها بالشجاعة . وقوة الجنان . ورباطة الجأش في الميدان .
وكان قدرها ان تحمل لواء العروبة والاوطان . بعد تساقط الفرسان والشجعان . وفرار كل رعديد جبان .
فالخصوم موزعين في البلدان .. ومنتشرين في كل مكان .. يتربصون .. يتسائلون ايان ذاك الزمان ..؟
لم يبقى طير او صقر يطير بجناحان .. لم يعلموا ان الكتيبة ليست صقور .. لم يعلموا ان الكتيبة .. ( نمور .. نمور ) .
معفرة برمال الصحراء والكثبان . لا تأبة بالزمان ولا المكان ..... ماذا اعددتم للزمان وللمكان .. ؟ .
قالوا لله الزمان والمكان . سنبدأ بالخليج والجيران . والاقربين في ايران . ارض فارس .. ارض كسرى انوشروان .
وفارسهم المسمى ( سبيهان ) فنحن احفاد سعد .. احفاد حمزة وعمر وعثمان . وكان ما كان في ساحة الميدان .
عندما تجلى نمورنا الشجعان . ورفعوا راية العز والاوطان . ورسموا البسمة على شفاه الشباب والولدان .
والشيوخ والغلمان . . من بقي من الخصوم في الميدان . ؟ . سؤال تحدي اطلقتة كتيبة الفرسان .
وجائتهم الردود عبر السهول والوديان .. هناك خصم عنيد في بلاد التركمان . حسنا سنعبر النهر والبحر والوديان .
ونخترق سهول وجبال طاجكستان . ونصل اليك يافارس اوزبكستان . فلنا بصمة سابقة بهذا المكان .
وكان ماكان في ساحة الميدان . عندما تجلى نمورنا الشجعان . ورفعوا راية العز والاوطان .
ورسموا البسمة على شفاه الشباب والولدان . والشيوخ والغلمان .
ومرة اخرى . اطلقت كتيبة الفرسان .. صيحة تزلزل الاركان .. من بقي من الخصوم في الميدان .. ؟ .
وجائتهم الردود عبر البراري والفيافي والكثبان . هذة المرة خصمكم ليس كمن سبقوه من الفرسان .
انة فارس الصين ( داليان ) .. المتحصن خلف ( سور ) يشهد لة التاريخ بالبنان . وفي حراسة الف مليون انسان .
اطلقت النمور صيحة غضب تزلزل الاركان . واعلنت التحدي بكل الاشكال والالوان . لن يحميك سورك العجيب ياداليان..
ولن يمنعك منا ( مليار ) انسان . فنحن قادمون نحمل سمعة الاوطان . ونستعيد هيبة فقدت بهذا المكان .
وما هي الا ليلة وليلتان . بل ساعة من زمان . استيقظ بعدها فارس داليان . واذا بكتيبة الفرسان .
تحيط بة من كل مكان . وترغمة على النزول الى الميدان . كيف اقتحمتم السور والمكان .؟ . واين اختفى مليار انسان ؟
قالها بيأس وهو يطلب الامان . بعد جولة سريعة في ساحة الميدان . تجلت فيها نمورنا الشجعان .
ورفعوا راية العز والاوطان . واستعادوا هيبة فقدت بهذا المكان .
* * *
ارغمت ( آسـيا ) على الاصغاء مرة اخرى لفرسان هذا الزمان . والبحث في حذر عمن يوقف الطوفان .
القادم علينا من بلاد العربان . فنحن موطن النمور الآسيوية على مر الازمان . ولم نسمع بنمور معفرة برمال وكثبان .
ولكنهم خطر بادي للعيان . ولا ينفع معهم فارس وفارسان . بل سنحشد لهم من النمور . جيشان .
لهم باع وخبرة في ساحة الميدان . تشتت فكرهم في كل مكان . ونحدد نحن الزمان . هناك شهر يقال لة رمضان .
يكون فية النمر جائع وعطشان . وسننازلة وهو مرهق تعبان . وفي عيدهم يكون مسترخي بين الاهل والخلان .
هذان زمنان مناسبان . لكسر شوكة الفرسان ... وكادت تنجح خطة الشيطان .
لولا ان النمور انتبهت قبل فوات الاوان . وطاردت نمور ( اسيا ) عبر البحار والمحيطات والشطئان .
تحدت البرد والجليد بسخونة الاوطان وسمعة وهيبة لا تقدر باثمان .
صمتت بعدها ( آسـيا ) خضعت وانحنت مرة اخرى لنمور معفرة برمال وكثبان .
واستعدنا السيادة والريادة والقيادة في الميدان .
استعدنا السيادة والريادة والقيادة . المفقودة من ذاك الزمان .
استعدنا السيادة والريادة والقيادة .. وسلمناها لمشرف هذا الزمان .
استعدنا السيادة والريادة والقيادة وسلمناها لمشرف تضاحك في ليلة مليئة بالاحزان .
ولكن لم نسلمها لة مناولة في غفلة والناس نيام . بل ربطناها في رقبتة امام الانام .
وسننظر ماهو فاعل في القادم من الايام .
لقد دفعنا ثمن هذة السيادة والريادة والقيادة دما وعرقا وبعدا عن الاهل والخلان .
لقد دفعنا ثمن هذة السيادة والريادة والقيادة جوع ودموع والم واحزان .
لقد دفعنا ثمن هذة السيادة والريادة والقيادة شتم وضرب وقذف بالحجارة والحديان .
* * *
ولكنة الوطن .. وسمعة الوطن .. وهيبة الوطن .. وتاريخ الوطن .. ومجد الوطن .. بهم جميعا .. صرنا نادي الوطن
وصار لنا الحق كل الحق في مراقبتك .. ومحاسبتك .. ان اضعت هذة السيادة والريادة والقيادة .. مرة اخرى.
ايها الضاحك يامشرف هذا الزمان .